روى أبو عبيدة أن راكبا أقبل من اليمامة، فمر بالفرزدق وهو جالس،
فقال له: من أين أقبلت؟
قال: من اليمامة،
فقال: هل أحدث ابن المراغة – يقصد جريرا- بعدي من شيء؟
قال: نعم! قال: هات! فأنشد الرجل:
هاج الهوى بفوائد المهتاج
فقال الفرزدق:
فانظر بتوضح باكر الأحداج
فأنشد الرجل:
هذا هوى شغف الفؤاد، مبرح
فقال الفرزدق:
ونوى تقاذف غير ذات خداج
فأنشد الرجل:
إن الغراب بما كرهت لمولع
فقال الفرزدق:
بنوى الأحبة، دائم التشحاجفقال الرجل: هكذا والله، أفسمعتها من غيري؟
قال الفرزدق: لا، ولكن هكذا ينبغي أن يقال، أو ما علمت أن شيطاننا واحد؟!
ثم قال: أمدح بها الحجاج؟
قال الرجل: نعم،
قال: إياه أراد.
القصيدة:
لا قوم أكرم من تميم، إذا غدت
عوذُ النساء يسقن كالآجال
الضاربون إذا الكتيبة أحجمت
والنازلون غداة كل نزال
والضامنون على المنية جارهم
والمطعمون غداة كل شمال
أبنو كليب مثل آل مجاشع،
أم هل أبوك مدعدعا كعقال
دعدع بأعنقك التوائم، إنني
في باذخ، يا بن المراغة، عالي
وابن المراغة قد تحول راهبا
متبرنسا لتمسكن وسؤال
ومكبل ترك الحديد بساقه
أثرا من الرسفان في الأحجال
وفدت عليه شيوخ آل مجاشع
منهم، بكل مسامح مفضال
ففدوه، لا لثوابه، ولقد يرى
بيمينه ندب من الأغلال
ما كان يلبس تاج آل محرق
إلا هم ومقاول الأقوال
تحياتي :- سحرني بعيونه