أتيْتيني على غفْلَة ْ
و كنتِ الطفلةَ الطفلة ْ
فكُنْتيني
دخلتِ القلبَ بالصُّدفة ْ
وكانت دمعتي غُرفَة ْ
ستُؤويني
أخذنا الحبَّ بالقوة ْ
أكان الشوقُ يا حُلوة ْ
سَيُنهيني
زرعتِ العشبَ في صدري
أكانَ العمرُ يا عمري
سَيَكْفيني
قتلتيني برمشيكِ
وقد قلتِ بعينيكِ
ستحييني
أشهداً ذُقْتُهُ خمراً
أدمعاً سالَ أم نهراً
من الطينِ
أذقتينيهِ أم ذقنا
أكأسٌ أنتِ أم سكنى
سكنتيني
أعينيكِ لي المرآةْ
سقتني الآهَ و الأوّاهْ
و تسْقيني
أتبقى رحلةَ الطيبِ
بأنفي رحلة الطيبِ
و تُبقيني
تركْتيني على الوردَةْ
لبعدٍ يشتكي بعدَهْ
ويشكوني
يمرُّ الوقتُ من عندي
من الصين إلى الهندِ
إلى الصينِ
من الخيمةِ للخيمةْ
تركتيني على الغيمةْ
تركتيني
إلى أين إلى أينَ
تركتِ القلب و العينَ
بلا لينِ
على دربٍ يعنّينا
سيُبكيك و تمشينا
و يبكيني
شاهدت جرحي واقفاً
في قلبي الشهدُ كم من جرة كسروا
وكم بقلبي رشاً من دمِّها سَكِروا
غنَّوا له صوتُهم ريحٌ فما عزفوا
لحناً يدندنُهُ في حُزْنِهِ وترُ
خَطُّوا له، حِبْرهمْ ماءٌ، فما نقشوا
شيئاً ليحفظَهُ في جذْعِهِ شجرُ
ولا أضاؤوا فوانيساً بساحتِهِ
سقوهُ أعذبَ ما يبكي به حجرُ
و قطَّعوا ما تبقَّى من سحابتهِ
و أشعلوا زيتَهُ من بعد أنْ ظهروا
ذاقوا وما ذقتُ إلا مرّ قافيةٍ
تحتَ اللسانِ وفي الفَودينِ تستعرُ
العابرونَ دمي مجْذافهم هدبي
المحرقون أغانيهم و قد عبروا
حِنَّاؤهم من دمي فنٌّ ومن عنبي
كحْلٌ ومن مقلتي يُسقون ما عصروا
على ليالٍ مضتْ من أيِّ نافذة
نظرتُ شوقاً رأيتُ القلب ينكسرُ
فلا وقفتُ على أطلال ذاكرةٍ
إلا تلألأ في أسْمالها أثرُ
ولا مررتُ بها إلا وفاح لها
شوقٌ ورفرفَ في أجْفانها سفرُ
وما نسجْتُ على أستارها لغةً
إلا و ثقَّب في أستارها النظرُ
بكيتُ لم تبقَ من عينيَّ زاويةٌ
إلا لها دمعةٌ في الركن تنتظرُ
ولا سرى بعدهم فكري براحلةٍ
إلا يُظَلِّلُهُ في سيره سهرُ
فإن تكسَّر كوبي كل سوسنةٍ
كوبٌ وكلُّ هوى من بعدهم خطرُ
غداً سأمحو التضاريسَ التي نزلوا
و أدفن الماءَ و البئرَ الذي حفروا
نوارسٌ تركتْ في شاطئي أثراً
لتَمحُهُ موجةٌ أو يُجِلِه مطرُ
و زهرةٌ نَشرتْ في الصيفِ مهجتَها
يأتي عليها شتاءٌ ثم تنتحرُ
و نسمةٌ أخطأت عنوانَ ساقيةٍ
لتلتقي دمعةً في الرمل تنتشرُ
أحلى الفراقِ فراقٌ لستَ تفهمُهُ
كالغيمِ يأتي ظلالاً ثم ينحدرُ
هكذا ارسم وحدي
منقول لعيونكمـ