سحابه تمطر بالحب

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
بعد معاناة دامت منذ أن أدخل ذلك الإبن العزيز في العناية الفائقة إثر وعكة صحية ألمت به فجأة قبل ما يقارب الشهر وأمه المسماة بسحابة حب تمطر ماءا ساخنا يفيض حبا وحنانا وعطفا وشفقة عليه
نعم لقد أمتلأت تلك السحابة بماء العطف والحنان لتصبه من خلال دموعها التي لم تفتر أبدا حزنا على وليدها الذي عانى كثيرا ولا زال
فالبلاء الذي أحل به شديدا جدا والمصيبة على والدته عظيمة التي ما برحت تتوسل بأشرف خلق الله وتناجي خالقها العظيم بدموع هاملة وقلب منكسر بان يكشف الضر والبلاء رضيعها الذي لم يبلغ العام من عمره
وها هو العيد قد مر على أبناء الإسلام وهم فرحين مسرورين بنعمة الله عليهم بأن بلغهم إياه وهم بصحة وعافية قد أقر الله أعينهم بذراريهم يبادلونهم الفرحة ويستقبلونهم بالهدايا ويخرجون بصحبتهم إلى حيث المتعة والترفيه
وسحابة الحب هذه قد لبست وشاح الحرزن برفقة وليدها في مشفى طالت إقامتها فيه
نعم إن هناك من أبناء الأمة من هو في مثل حالها قد بلاه الله بعاهة أو إبتلاه بعلة أو إمتحنة بإصابة أحد أعزته بمرض أو موت ألم بمن هو يمثل كبده صير فرحه حزنا وسعادته كآبة وعيده مأتما
وهذا هو الإمتحان الذي به يعرف المؤمن من غيره والصابر من القانط
فرحمة الله واسعة وعطفه على عبادة لا تحد ابدا وما ذاك الإبتلاء الذي يصيب به عبده المؤمن إلا إظهارا لمدى حبه له إن هو صبر فهنيئا لمن صبر على بلاء الله وهنيئا لمن وثق بالله وتفكر ثم عمل بما جاء في الآية المباركة التي تقول
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
نعم وسحابة الحب هذه مع أنها تمطر الدمع الهتون إلا أنها راضية بقضاء الله صابرة على بلائه لم تجزع لما أصاب طفلها وهي على ثقة بأن الله سيرحم وليدها خصوصا وأنها قد توسلت إليه بأشرف خلقه محمد وآله الطاهرين وعملت بالأسباب وتركت الأمر لخالقها فهو البصير بعباده وهو اللطيف الخبير
وقبل أن أختم
أبدي دعوتي لكم أيها الأحبة وإن كنت قد دعوتكم في موضوع سابق ورأيتكم أهل لقبول الدعوة فها أنا ذا أدعوكم ثانية بالتضرع للخالق العظيم بأن يفك ضر هذه المؤمنة ويشافي وليدها من البلاء الذي ألم به وكذا كشف الضر والبلاء عن مرضى المؤمنين والمؤمنات أينما حلوا وبأي أرض وجدوا والتضرع إليه بالتفريج عن إمامنا صاحب العصر والزمان لأن في فرجه فرجنا
خصوصا ونحن نحي هذه الليلة العظيمة ليلة الجمعة والتي يحلو فيها الدعاء والتضرع إلى الله جل وعلا والذي قال في محكم كتابه المجيد
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
وكما يحلو فيها الدعاء فهي ليلة تضمن فيها الإجابة
اللهم يامن اسمه واء وذكره شفاء وطاعته غنا إرحم من راس ماله الرجاء وسلاحه البكاء بجاه محمد وآله الأتقياء وببركات أبواب الحوائج إليك مولاي الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ومولاتنا السيدة فاطمة أم البنين عليها السلام ومولانا أبي الفضل العباس عليه السلام وبحق مريض كربلاء زين العابدين وسيد الساجدين وبآبائه وأبنائه الطاهرين صلوا الله وسلامه عليهم أجمعين وكذا بحق مكسورة الأضلاع وسيدة نساء العالمين البتول الزهراء وبحق أبيها وبعلها وبنيها وبالسر المستودع فيها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين