كان هذا اليوم آخر يوم في حياتها الجامعية لم تكن كغيرها فرحة
مسرورة بل على النقيض تماما ... كانت حزينة تتساقط دموعها
على خديها ... وضعت رأسها على زجاج نافذة الحافلة التي كانت تقلها كل صباح للحاق
بمحاضراتها ... كانت فتاة متميزة في كل شيء خلق وخلقه ومنطق وعلم ... احبها
الجميع بدأ من زميلاتها في الكلية حتى اساتذتها الجامعيين ... فهي تحمل الترتيب
الاوسط بين اخواتها السبع ... اطلقت عنان الفكر وجعلته يسرح كيف يشاء اختزلت
جميع سنين الدراسة الجامعية في تلك الدقائق المعدودة ... كانت الجامعة هي النافذة التي
تطل بها على الحياة ، فلم تكن تستطيع الخروج او التنزه او التسوق كما تفعل باقي
الفتيات من اقرانها ؟!
فكل شيء عندها ممنوع ومحرم ليس بحكم الشرع ولكن بحكم الاب القاسي
والمريض نفسيا ...!
كانت تتمنى لو كان لديها اخ يقوم بدور الاب تستند عليه وقت الشدائد والمحن ...
حيث تعيش في منزل صغير مع والديها فأبوها يعاني من مرض نفسي اقعده عن عمله
واصبح مصدر للإيذاء النفسي والجسدي لها وأخوتها ...ولم تسلم الام حيث كان لها
نصيب الاسد في الايذاء الجسدي والنفسي صابرة محتسبة دافعة ثمن حبها لبناتها
والمضي في تربيتهم احسن تربية ...!
قطرات من الخوف تغلغلت في مساماتها فسدت عليها مجرى الانفاس وسرت ارتعاشات في دمائها , هزت كل ذلك الجسد المتعب من فكر ومن قلق , اخذت على النفاذ من صبر, حتى اوشكت على قحط في شريانها ,احست الى مجرى دموع عيونها من تحت غطاء الوجه الحريري الذي كان يغطي وجهها ، وهي تتناثر على حجرها مبلله أوراق التخرج في ذلك الملف الاسود الذي تمسكه بيديها المرتجفة يهتز معها كورقة في مهب ليل عاصف, كل المظاهر والمعالم تعلن عن مستقبل مظلم , سبحت في اللاوعي من أفكارها .. فلا وظيفة تنقذها من العوز المادي والاستقرار ر النفسي ... ولا فارس احلام ينقذها من شبح منزل اصبح كحلبة مصارعه لا يكاد يهدأ صباحا أو مساءا ... ومرت
الايام والاشهر والسنين ...
وجاء ذلك اليوم الموعود ؟؟!!