دَافِئٌ هَذا الْبردْ لأَنّي أَراك فِيْ رعْشتهْ
حِينَ أشعُر بالْبُكاء..فَإنّي ألْمحُ [ طيفَكْ ] !
أنتَ !
يَا كُلّ صَباحاتِي الْمُباغتةْ !
يَا أُوكسجِين الْمحبّة الّذِي يبْعثُ فيّ [ الحَياة ] بعْد الإخْتناق ) ..!
كَ كُل يومْ..أتنَفّس بِرائحةَ الغيابْ..لعلّي أرْمق صفاءَ روحكْ ..!
أُبعثِرُ عيْنايَ فِي زوايَا الْحياةْ ..!
فِي ديَاليجْ الّليل الحالْكِة !
فِ مساءاتْ الّلياليِ السّاهرة !
فِي الصّباحاتْ الْغائمةْ !
أسْتشعِرُ مدَى [ فُقدي ] لك..فِي كلّ حينْ !
لاَ أعْلم..
كيْفَ أُحكِي لكَ عنْ [ حَنِينْ ] قَلْبي الرّمادِي !
لا أعْلمُ..
بِأيّ أحْرفْ أسْمحُ لِمشاعِريِ بالْحدِيثْ !
فَقطْ :
أغْمضْ عيْنيكْ..
سَتجدُنِي فِي دوّامة [ سوادهاَ ] ,
تَنفّسْ قلِيلاً...
سَتجدُ ذكْرايْ كَ شريطَ فيلمُ أعِيدَ منْ جديدْ !
ابْتَسمْ..
فأنا نِصفكْ,
أَنَا حَياتُكَ مِثلما أنتَ حياتِي !
أنتَ كَيانِي المُغطّى بِبلّورة رمادِيّة !
الّذِي مَا إنْ سمعَ طرَفاتْ هَمسكْ..!
تبعَثرْ..واكْتَسى لونهُ الْمُفعمْ بالحُبّ الفائقْ !
لِأنّك مُستقبَلِي..
لِأنّك رُوحِي الأخُرى المُشعّ’ بالفرحْ !
لأنّك بلْسمُ جراحِي الْوحيد !
أمممممممْ !
أحْتاجُ وَقْتاً طويلاً كَيْ أسْتعيدْ ذاكِرتي المْفقودَة منُذ فتْرةَ اخْتفائك !
كَيْ أستشعِرَ كُل ذِكرَى جَمعتْنا [ أَنا ] و [ أنتْ ] دونَ أحدٍ ما !
كيْ أبْتسمَ لِذكراكْ..
كيْ أمنعْ دمْع عيْنِي من الهُطولْ..لكِنها تأبَى ذلكْ !
عَزِيزي:
دَعنَا نعيشُ يومَنا بِسلامْ !
لا فِكرٌ مُشوّش..
لاَ ابْتِسامة انْكِسار !
وَلا عودةْ هديرَ الماضِي مرةً أخرى !
دعْنا نسْتعِيد شيَئاً مِمّا رَفَضنا التّحدثَ فيهْ ..
فَأنا لاَ أَسْتعيدْ حياتِي..ولاْ لُغَتِي..وكُلّ ذرّة فِيني سِوى إنْ كُنتَ بِقربِي!
-أممممممممممْ..أتعلمْ !
-ماذاَ !؟
-عِنْدما أنْظُر لانْسيابْ قطَراتْ المطرْ..
عَلى زُجاجةْ النّافذة..
تأخُذنِي أحلامِي الخَياليّة..
أتخيّلْ لوْ أنّ أحبّتِي..منْ سكنُوا رُوحِي يوماً !
أنْ ينسابُوا إلىَ قلِْبي..لارْتواء ضيمهْ الأمدِي !
-...............
-أتعْلمْ !
-ماذا أيْضاً لقدْ سئمُت !
-هه..حَسناً..سأكُفّ عن ذلكْ !
قطْرة..تتبَعُها قطرة..فأخرى..وتُسال الأرضْ !
تتعَألى ضحْكاتُنا..
وأصْواتْ قرعَ أحْذيتناَ تبتلّ بالوحلْ !
نَتقافزْ..نلعْب..وتكتِسي قُلوبناَ قبلَ الأرضِ بِساطا ًمُخضرّ ,
كَ:طُهر البياضِ كُنّا..
كَ:صفاَء اللّيلْ أصبَحنا..!
لاَ أفهمْ سوى : فقطْ أنّه رحلْ !
لماذاَ..!؟
..هربَ الْجوابُ منّي..
ربَتّ أنَا عَلى قلْبِي برفقْ قائلاً:
أتعْلمْ..أنه هُوَ منْ جَعلَ الأرضَ تَثبُت كِي لا تتعَثّر خُطوتِي إليهْ !
هُو منْ جعَل [ الْفَضاء ] أقرُب إليّ حتّى لا يتلاَشى حُلمِي البعيدْ !
بدَأ المطرُ يهطلُ بغزارةْ !
نَظَرتُ إَلى الكُرسيّ الْخِشبيّ الرّفيق !
الّذي احْتضنْ يوماً..[ طِفلينْ ] ابْتسماْ..لِقهرْ الظروفْ !
لاَ ظلّ..لاَ زاويةْ..ولا حتّى [ فـيْء ] !
بدأتُ أفركُ يديْ بشدّة..أستِمدّ بعضاً منْ حرارتهَا لِتُبقينيْ عَلى الْحياة !
خطَطتُ بيديْ مُرغماَ على ذلكَ الحائطْ..كتبت بعْضاً منْ [ خربشاتِ ماضٍ ] وهربتْ..
حيثُ لا أجدُ أحداً بقُربِي !
[ أيَا صديقيِ !
أتَرَى هَذا الْمطرْ !؟
و َحبّات الْبردْ !
أصْبحْ..هَذا البرْدُ دافئاً..!
لأنّي أراكَ فِي رعْشتهْ ! ]