لحظة في حياتي ...
سأرحل عنك وأمضي في طريقي...هكذا قالتها ...وصمتت
لم تستغرق الكلمات في الخروج من فمها العنقودي...سوى لحظات معدوده..وهي تستجمع قواها..وفي عينيها شلال من الدموع ...ينتظر انكسار سدود عواطفها ومشاعرها...لم تكن تلك اللحظة ممية..
ولكنها كانت كافيه ...لتصدمني وتجعل تلك اللحظات ساعات وساعات...
لم أكن اعرف الحب ...لكنني كنت وردة نبت على جوانبه...تنظر الى السماء ...تبحث عن اي قطرة ندى...لتغسل جروح الايام الماضيه ...وتطهر ألم القلب من الوحدة والضياع...
لم يكن الخريف كافيا ..ليسقطت اخر ورقة وهي ترتجف خوفا ..في اعالي الشجره..ولا عواصف الشتاء العاتيه...
لكن لحظة مثل تلك ...كانت كافيه لتكون النهايه ...
على اسطح الانهار وأجد نفسي ..في بحر واسع
من الاهات...
لكن كم يحتاج الانسان وقتا ليعرف بأنه تائه في اصغر بحار الوحده؟؟؟؟!!!!
جمعت ما جمعت من بقايا روحي وجراحي..وسرت مثل انسان ...ملعون نحو مقبرة ذكرياتي ..ادفن ما تبقى من ذاتي.. لكن خطاياي كانت قليلة ولم تعرف ابدا احزان مثل احزاني...ولم تعرف ما يعني ان يصبح الانسان ذكرى...
تلك النهاية..كانت حقيقه ولأتأكد بأني كنت مجرد خيال في صورة على نصف جدار ..ينتظر السقوط في اي لحظه..
هكذا قالتها ...وصمتت...
هنا عدت الى الماضي قليلا...وتذكرت بأننا هنا ضحكنا ..وهنا تخاصمنا ..وهنا تراضينا...
وهنا بيدي مسحة دمعتها ...وهنا ضمتني بقوة ...وتنفستها...وعلى شاطئ البحر تكلمنا ونسينا انفسنا..وهناك اندمجت ارواحنا...
غريبة قساوة مشاعرها...كيف ستغفر خطاياها ...وكيف ستجد نور ظلمتها...لم تتذكر اي شيء من هذا ...
لم تكن تلك الذكريات كافيه لتجعلها تفكر مرتين..لكنها
كانت كافيه لتجعل منها سفينة تائه في عرض البحر ..
دون مرسى ...او موانئ وفاء..
تلك هي نهايتنا ... تلك هي كانت ساعتنا ...عندما تسير عقاربها في عكس اتجاها ... تلك هي حقيقتنا ...نعم سيدتي ... واصبحنا امواج غاضبه تضرب بقوة
شواطئ ذكرياتنا ..
بحثت عن صدى روحي ..لعل اسمع انينها ..وانير ظلمتها ...واخرجها من كهوف الذكرى والنسيان
لكن لحظات الظلام كانت اقوى ..واقوى من ان تجد الطريق لنفسي ..
فنامي ياروحي ...في سكون ...
وروحي ياروحي...
الى الخلود...