دخلا المطعم اتجها الى منضدة مزدانة بزهرة ياسمين وشمعة.. جلسا يتناولان طعام العشاء.. ثالثهما الصمت .. ترنو اليه بعين حانية تهم بالحديث ..تجده وسط اعصار لهفة وشرود ..يحدق من خلفها تتساءل فى دهشة ..ترى ما الذى أسر عينه واغتصب منه تلك النظرة التى تتوق اليها نفسها منذ سنين !!
..تستدير ببطء.. تراها .. فتاة يافعة مياسة القد تدخل من باب المطعم ..تتعلق بها عيناه ..تعيد الزوجة النظر اليه ..انه الآن يلتهم الفتاة بعينيه ..
تحرقها نظراته الى الفتاة ...تندو منها تنهيدة وزفرة ألم ..تنطفئ الشمعة وتذبل زهرة الياسمين ..يعودا الى البيت ..بصحبة صديقهما الازلى .. الصمت..
ينظر اليها نظرة آلمتها ..يستدير ..وسرعان ما يغط فى نوم عميق.. تقف امام المرآة تتأمل جسدها فى حسرة ..تهمس لنفسها ..يا الهى كيف سمحت لنفسى بأن اصبح هذا المخلوق البشع ....ترهل الجسد.. تضخم ..وحفر الزمن بأزميله خطوطا بالوجه الذابل ..تصرخ لنفسها ..لابد ان افعل شيئا والا فقدته الى الابد..من يلومه اذا سحرته الفتيات الشابات بأجسادهن الممشوقة ووجوههن الصبية .
تذهب الى الطبيب تتوسل اليه ان يعيد الزمن الى الوراء عشر سنين تتلهف ان يرنو اليها زوجها بعينين عاشقتين هذه النظرة التى تهفو اليها نفسها منذ سنين ..
تجرى جراحة إثر جراحة .. تصغير وتكبير ..شد وجذب ..ينهى الطبيب اعادة رسم خريطة جسدها تخرج من المشفى يرمقها زوجها بنظرة اعجاب ..يتأبط زراعها فخورا يتيه بزوجته الصبية مياسة القد..
تمر سنين و يعجز الطبيب عن الشد والجذب ..لم يعد من الممكن التغيير ..تتوسل..تبكى.. تصرخ ..لن يرمقنى بتلك النظرة التى اعشقها ...ولكن ما من سبيل ..
تقف امام المرآة فتجد امامها مسخا مشوها ..يا الهى ما هذا الوجه ..ما هذا الجسد .. تصرخ فى لوعة ..من هذه ؟ انها ليست انا ؟؟ اريدنى ..اريدنى ..
تود لو تبكى لا تقدر ..تود لو تبتسم ..لا تستطيع ..تيبس الوجه ..صار وجها من فخار ....فلا تملك الا ان تهشم المرآة !!
تخرج من حجرة الطبيب تهم بمحادثة زوجها تجده يحدق من خلفها ..الى شابة صبوحة الوجه مياسة القد !!