ناطحات سحاب الاحساء تنافس ناطحات سحاب شيكاغو
حسن بن علي الجزيري
تتميز ولاية شيكاغو عن غيرها من ولايات الولايات المتحدة الأمريكية بكثرة ناطحات السحاب فيها.
فهي تضم العشرات من المباني الشاهقة والمشهورة مثل مبنى سيرز ومبنى شركة AT&T للاتصالات ومبنى water tower وغيرها، أما مبنى سيرز فكان يعتبر المبنى الأطول على مستوى العالم حتى وقت قريب «1998» وذلك عندما أكمل الماليزيون بناء برجيهم التوأم بفارق ضئيل في الطول عن هذا البرج مما جعل هيئة البنايات الطويلة والعمران في العالم تنتزع اللقب من برج سيرز وتمنحه إلى البرجين التوأم، وبالرغم من أن هذا الأمر قد أثار غضب الأمريكيين إلا أن برج سيرز قد أصبح في المرتبة الثانية.
كذلك نجد الاحساء تتميز عن غيرها من محافظات المملكة العربية السعودية . ففي الإحساء نجد أيضا ناطحات السحاب التي يفوق عددها ناطحات سحاب شيكاغو بآلاف المرات. ولكن ناطحات السحاب هذه ليس بالمباني، وإنما بعدد أعمدة الكهرباء التي تحمل تيارات الضغط العالي. فالإحساء تحتوى على أكثر من واحد وعشرون ألف ناحطة سحاب «عمود كهرباء». منتشرة بين مدن وقرى الاحساء. بالإضافة الى آلاف المطبات الاصطناعية المنتشرة في شوارع الاحساء والتي في الغالبية العظمى تكون في غير مكانها المناسب. وما يميز الاحساء عن غيرها ليس فقط كثرة أعمدة الكهرباء هذه أو كثرة المطبات الاصطناعية، بل تتميز بشيء اكثر اهمية من ذلك والتي لايمكن لاي بلد في العالم منافستها فيها وهي الطريقة التي توضع بها هذه الأعمدة والمطبات. فكثيراً ما نرى هذه الأعمدة «أو الأعمدة المساندة لها» تتوسط الشوارع بالاحساء. وتعيق حركة السير. بالإضافة الى حوادث السيارات التي تحدث بسبب الطريقة المميزة لوضع هذه الأعمدة.
وبالرغم من الكثرة في هذه الأعمدة إلا إننا قليلا ما نرى شوارع منارة بالاحساء، بل ان الغالبية من شوارعها تعيش في ظلام دامس ولم تعرف النور حتى يومنا هذا. وكأن أمر الإنارة لا علاقة له بالكهرباء أو العكس. فلا اعتقد انه توجد بلد في العالم تحتوي على هذا العدد الكبير من أعمدة الكهرباء وتفتقر الى إنارة الشوارع فيها بالحجم الذي تفتقر اليه شوارع الاحساء.
كما ان المطبات غالبا ما تكون في المكان الغير مناسب. فنجد هذه المطبات على الطرق الخارجة عن حد العمران والخالية من المارة الا ما قل وندر نجد المطبات فيها بشكل مكثف جدا وبمعدل كل 1500 متر مطب . في المقابل لا نجدالمطبات في الأماكن المفترض وجودها فيه. فنرى الكثير من المدارس وبالأخص الابتدائية منها التي تقع على الشوارع الرئيسية التي تتميز بسرعة السيارات فيها لا توجد أمامها أي مطب صناعي لكي تخفف السيارات من سرعتها عند مرورها بهذه المدارس.
وكأن كل من شركة الكهرباء أو البلدية لا يوجد لديهما مهندسين «أو حتى مجرد موظفين» يفكروا التفكير الحسن والعقلاني قبل ان يقوموا بوضع هذه الأعمدة والمطبات بهذا الشكل العشوائي والغير مبالي . وكأن الأمر لا يعدو كونه تنفيذ عمل ما والسلام. غير مبالين بالناس وأرواحهم التي تحصد جراء هذا الخطأ الفادح الذي يرتكب ضد المواطن ومصالح الوطن. فكم من حادث وقع بسبب وضع هذه الأعمدة؟، وكم من حالة تأخرت في الوصول للمستشفى بسبب هذه المطبات؟، وكم من سيارة إسعاف لم تصل الى موقع الحادث إلا بعد فوات الأوان بسبب كثرة المطبات؟
فهل علينا ان نستغل هذه الميزات التي توجد لدينا «بفضل جهود شركة الكهرباء والبلدية» ونشكل لجنة لعمل مسابقة عالمية لأطول عمود كهرباء في العالم، أو اكبر مطب صناعي في العالم. ونقوم بعدها بتسمية هذه الأعمدة والمطبات التي توضع لنعرف من فيها الفائز في هذه المسابقة. وبذلك نكون قد دخلنا العالمية بهذه المسابقة، نافسنا شيكاغو في ذلك، وأصبحنا في مصاف الدول المتقدمة ومن أصحاب ناطحات السحاب.
وبكل تأكيد وقتها لن يخرج اللقب عن الإحساء، ولن يغضب الاحسائيون إذا ما خرج اللقب منهم أبدا. ولكنني اشك في ان يعرف أبناء الاحساء أي عمود أو أي مطب هو الفائز، بسبب كثرة الأعمدة والمطبات الموجودة.
ام علينا ان نفتخر بهذه الأشياء لأنها الأكثر على مستوى العالم. حتى وان كانت كثرتها تعتبر سلبية في حق البلد؟!
كما افتخر أبناء الرياض في سنوات مضت بأنهم حققوا أكبر عدد ونسبة حوادث مميتة في عام واحد على مستوى العالم واعتبوا الأمر مفخرة يتفاخرون بها على بقية العالم!
منقول